تقسيم العراق فكرة سجلها هندي عام 1957 في كتاب (خنجر اسرائيل
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2009/04/03/AR2009040303437.html
- يسجل كتاب صدر لباحث مصري أن تقسيم العراق لا يرتبط بنتائج الحرب التي تقودها على البلاد الولايات المتحدة التي أسقطت نظام الرئيس السابق صدام حسين لكن الفكرة تعود لاكثر من نصف قرن اذ سجلها صحفي هندي في كتاب عنوانه (خنجر اسرائيل) عام 1957.
وأضاف الكتاب المصري أن فكرة تقسيم العراق كما سجلها الكاتب الهندي تشمل تقسيمه الى "دولة كردية في الشمال ودولة عربية في الوسط والحاق المنطقة الجنوبية بشاه ايران (محمد رضا بهلوي حليف أمريكا انذاك) لتحقيق هدفين هما مكافأة الشاه وخلق خلل في منطقة الخليج لخدمة الاهداف الاستراتيجية الاسرائيلية والامريكية."
والكتاب الذي ينشر في ذكرى مرور ست سنوات على الاحتلال الامريكي للعراق أعده أحمد سعيد تاج الدين يقع في 408 صفحات كبيرة القطع وصدر هذا الاسبوع في القاهرة عن (مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات).
ويتضمن الكتاب فصولا توثق لاكثر من 15 عاما هي الاعنف في تاريخ البلاد منذ مقدمات الغزو العراقي للكويت عام 1990 مرورا بالحصار الدولي الذي فرض على العراق في التسعينيات وصولا الى الحرب التي شنتها الولايات المتحدة عام 2003 على البلاد لاسقاط نظام البعث الذي كان يقوده صدام حسين.
وسقط البعث في التاسع من ابريل نيسان 2003 حين احتلت القوات الامريكية العاصمة بغداد ثم شنق صدام يوم 30 ديسمبر كانون الاول 2006 فجر عيد الاضحى حيث نفذت الحكومة المدعومة أمريكيا حكم الاعدام فيه وهو يردد "أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية في نهاية مثيرة لزعيم حكم البلاد بقبضة حديدية على مدى نحو ثلاثة عقود.
وقال تاج الدين ان المنطقة العربية بما في ذلك مصر والسودان والسعودية وضعت في ثمانينيات القرن العشرين "في اطار خطة شاملة" لتقسيمها لكيانات عرقية قومية ودينية طائفية "بحيث تكون اسرائيل الدولة الاهم في المنطقة" مضيفا أن دراسة حديثة عنوانها (العراق.. التقسيم السلس) كتبها الامريكيان ادوارد جوزيف ومايكل أوهانلون وضعت تصورا لانقاذ الامريكيين من مأزقهم في العراق حيث "دافعت (الدراسة) عن خيار تقسيم العراق.. القضية (التقسيم) لم تعد فقط طرحا نظريا بل أصبحت أحد السيناريوهات المفضلة لدى تيار واسع من السياسيين والاستراتيجيين الامريكيين."
وتناول الكتاب اثار الغزو الامريكي للعراق الذي أصبح أرضا خصبة نمت فيها الجماعات المسلحة التي يرصد منها 18 فصيلا تحت لواء خمسة أقسام هي "الجماعات السلفية" و"فصائل المقاومة الوطنية" و"الجماعات البعثية والعشائرية" والجماعات الكردية" و"الجماعات الشيعية".
كما رصد أيضا عراق ما بعد الحرب مشددا على أن البلاد "تراجعت مئات السنين الى الوراء "حيث ان 40 بالمئة يعيشون تحت خط الفقر في ظل خدمات محدودة كما زادت نسبة البطالة على 50 بالمئة وهرب نحو أربعة ملايين مواطن من الحرب الاهلية اضافة الى مسلسل "استنزاف العقول العراقية" قتلا أو اختطافا أو هجرة من ظروف لم تعد تحتمل.