|
3/13/2013
رسالة مفتوحة إلى الحبر الأعظم الجديد...
12/23/2012
Donnez de l’amour à tous les vôtres...
Donnez de l’amour à tous les vôtres...
A toutes et tous je souhaite que la paix de Noël entre dans vos foyers et qu’elle vous amène à penser à ceux que vous aimiez et qui ne sont plus, à ceux que vous aimez et qui sont loin de vous et à tous ceux qui vous aiment et vous entourent. Donnez de l’amour à tous les vôtres, pauvres ou riches, vivants ou disparus, ne comptez pas, l’amour et la tendresse enrichissent sans vous vider les poches. Et, si vous êtes peu entouré ou fauché comme les blés, que le père Noël a égaré votre adresse, souvenez-vous que là-haut, autour de Notre père, sont réunis tous ceux qui veillent sur nous et qui nous ont offert le plus beau cadeau qui soit, celui qui ne s’achète pas et ne se vend pas, la Vie.
Mon papa Noël n’a pas de sous et je n’ai pas de cheminée, donc il ne passera pas par ici, mais je sais que lorsque l’heure sera venue de chanter « Il est né le Divin Enfant » je revivrai le même bonheur que celui que vivaient mes grands-mères à la perspective de trouver une orange dans leur bas de laine, la magie de mes 5 ans, le bonheur intact de l’Espérance. Car du gros bonhomme rouge bien sympathique on s’en fiche,le miracle de Noël ce n’est pas lui et nos coeurs, eux, le savent. N’oubliez pas de mettre un couvert supplémentaire à votre table, vous croiserez peut-être ce soir, l’Enfant roi qui n’attend plus rien dans le froid sur son coin de trottoir, partagez avec lui le peu que vous pourrez, offrez-lui un peu d’amour et acceptez un peu du sien.
Car cet amour vous sera rendu au centuple, un jour …
Joyeux Noël à tous.
ps: si vous voulez connaître vous aussi le bonheur d’entendre chanter
« Il est né le Divin Enfant » n’hésitez pas à aller là où vous verrez pointer vers le ciel un clocher pendant qu’ils sont encore hauts et repérables de loin, il y en a plus d'un millier* dans notre beau pays, ça ne manque pas , ça vous rappellera sûrement de bons souvenirs et ça fera mentir ceux qui n’aiment pas le Liban Eternel, lui aussi...
*L’entrée est gratuite et libre, c’est mal chauffé,mais vous y rencontrerez plein de chaleur si vous en avez une once à offrir ... HK4EVER Unity of Purpose 4EVER!!!
http://en.wikipedia.org/wiki/Christianity_in_Lebanon
2/09/2012
وفقّوا بين السنّة والشيعة وحافظوا على لبنان.تاريخ الموارنة... ونبذة عن حياة القديس مارون
مار مارون.
أشرقت أنواره على جبال قورش شمال سورية، فهدَت إلى الحق، يوم كانت البِدَع تعيث فسادًا في تلك الأنحاء.
أبو الطائفة المارونيّة ورافع لواء إيمانها وأمجادها مدى الأجيال.
إنّ العلاّمة المؤرِّخ الشهير تيودوريطوس اسقف قورش في كتابه "تاريخ الرهبان والنّسّاك"، يأتي على أعمال المتنسّكين العِظام، وفي طليعتهم "مارون الإلهيّ" كما يسمّيه.
"قد زيّن مارون، يقول المؤرّخ، طغمة القديسين المتوشّحين بالله ومارس ضروب التقشّفات والأماتات تحت جو السماء، دون سقف سوى خيمة صغيرة لم يكن يستظلّها إلاّ نادرًا.
"كان هناك هيكل وثنيّ قديم، فكرّسه مارون، كما يقول تيودوريطس، وخصّصه بعبادة الإله الواحد، يحيي الليالي بذكر الله وإطالة الركوع والسجود والتأملات في الكمالات الإلهيّة، ثم ينصرف إلى الوعظ وإرشاد الزائرين وتعزية المصابين.
"كل هذا لم يكتفِ به مارون، يضيف المؤرخ، بل كان يزيد عليه ما ابتكرته حكمته جمعًا لغنى الحكمة الكاملة، لأنّ المجاهد يوازن بين النعمة والأعمال فيكون جزاء المحارب على قياس عمله. وبما أنّ الله غني كثير الإحسان إلى قديسيه منحه موهبة الشفاء فذاع صيته في الآفاق كلها فتقاطر إليه الناس من كل جانب. وكان جميعهم قد علموا أن ما اشتهر عنه من الفضائل والعجائب هو صحيح وبالحقيقة كانت الحمّى قد خمدت من ندى بركته والابالسة قد أخذوا في الهرب والمرضى كلهم بَرئوا بدواء واحد هو صلاة القديس، لأنّ الأطباء جعلوا لكل داء دواء، غير أنّ صلاة الأولياء هي دواء شاف من جميع الأمراض".
ولم يقتصر القديس مارون على شفاء أمراض الجسد بل كان يبرىء أيضًا أمراض النفس. ويختتم الأسقف الكبير بقوله: "والحاصل أن القديس مارون أنمى بالتهذيب جملة نباتات للحكمة السماويّة وغرس الله هذا البستان فازدهر في كل نواحي القورشيّة".
اعتزل مارون الناسك الشهرة واختلى على قمّة جبل، فشهرته أعماله التقويّة وانتشر عرف قداسته. والقديس يوحنا فم الذهب ذكره في منفاه وكتب إليه تلك الرسالة النفسيّة تحت عدد 36، العابقة بما كان بين الرجلين من محبّة روحيّة واحترام وأخوّة في المسيح، قال: "إلى مارون الكاهن الناسك. إنّ رباطات المودّة والصداقة التي تشدّنا إليك، تمثلك نصب عينينا كأنك حاضر لدينا، لأنّ عيون المحبة تخرق من طبعها الأبعاد ولا يضعفها طول الزمان. وكنا نودّ أن نكاتبك بكثرة لولا بُعد الشقَّة وندرة المسافرين إلى نواحيكم. والإن فإنّا نهدي إليك أطيب التحيّات ونحب أن تكون على يقين من أنّنا لا نفتر عن ذكرك أينما كنّا، لما لك في ضميرنا من المنزلة الرفيعة. فلا تضنَّ أنت أيضًا علينا بأنباء سلامتك، فإنّ أخبار صحتك تولينا، على البعد أجل سرور وتعزية في غربتنا وعزلتنا فتطيب نفسنا كثيرًا، إذ نعلم أنّك في عافية. وجلَّ ما نسألك أن تصلّي إلى الله من أجلنا". (في مجموعة مين للآباء اليونان مجلّد 72 عمود 63).
ما انتشرت سمعة الكاهن مارون الناسك حتى تكاثر عدد الرهبان حوله فأقامهم أولاً في مناسك وصوامع على الطريقة الإنفراديّة، بحسب عادة تلك الأيّام، ثم أنشأ أديارًا وسنَّ لهم قانونًا وقام يرشدهم في طريق الكمال. وتعدَّدت تلك الأديار المارونيّة ولا سيّما في شمالي سورية، حتى أن تيودوريطس يغتبط بوجودها في أبرشيته.
وكانت وفاة مار مارون في السنة الأربع مئة والعشر.
مات القديس مارون متنسّكًا عفيفًا، ولكنّه لم يمت حتى رأينا أبناءه الروحيّين المشرَّفين باسمه، ينتشرون الوفا تحت كل كوكب. غير أن المارونيّة تركز كيانها في لبنان وفيه بسقت دوحتها وامتدت أغصانها إلى أنحاء الدنيا. وما زال أبناؤها، مغتربين ومقيمين، يستشفعون كل حين، أباهم القديس مارون، صارخين إليه:
باسمك دعينا يا أبانا وعليك وطّدنا رجانا
كُن في الضيقات ملجانا واختم بالخير مسعانا
(نقلاًً عن كتاب "السَنكِسار" بحسب طقس الكنيسة الإنطاكيّة المارونيّة)
الكرسي الانطاكي
إنطاكية هي مدينة الانفتاح والحوار والمبادرات. اهتدت إلى الرب يسوع على أيدي بعض من تلاميذه، وتعمّقت في إيمانـها به على أيدي الرسولين برنابا وبولس. ورأت بطرس رئيس الكنيسة يرئس كنيستها قبل أن ينتقل إلى روما. وازدهرت كنيسة إنطاكية واتّسعت، فأصبحت واحدة من البطريركيات الخمس الكبرى. وهي روما، القسطنطينية، الإسكندرية، إنطاكية وأورشليم.
سنة 518 حطّ البطريرك ساويروس عن كرسيّه الانطاكي بسبب إنكاره الطبعتين في المسيح، وبسبب رفضه المجمع الخلقيدوني. وأقيم مكانه بطريرك كاثوليكي هو البطريرك بولس. ولكن المسيحيين لم يقبلوا جميعاً بهذا التدبير. فانقسمت الكنيسة قسمين، قسم كاثوليكي وقسم غير كاثوليكي. ومنذ ذلك الحين كان بطريرك كاثوليكي يؤيّد مجمع خلقيدونية وبطريرك غير كاثوليكي يعارضه.
وبعد ذلك بنحو قرن طرأ على البطريركية الإنطاكية انقسام آخر بين السريان والموارنة والملكيين.
في القرن السابع اتّخذت الطوائف المسيحية، أي الملكيون والموارنة والسريان والآشوريون والأرمن، كل منها بطريركاً خاصاً بـها. ثم أضيف إليهم في القرن الثاني عشر بطريرك سادس، هو البطريرك اللاتيني.
كانت إنطاكية كنيسة واحدة تشمل كل آسيا والمشرق. فأصبحت كنائس عدة. وكان لها بطريرك واحد فأصبح لها بطاركة عديدون. ولكن رحمة الله واسعة، فستجمعهما يوماً وتعود رعية واحدة لراع واحد.
الموارنة والمشرق
الموارنة هم المسيحيون الذين تجمّعوا حول كاهن يدعى مارون وتبعوا نـهجه في الحياة.
عاش مارون في جوار إنطاكية في أواخر القرن الرابع. وكانت الكنيسة آنذاك عرضة للانقسامات. فكان الذين يقولون إن يسوع هو اله والذين يقولون انه إنسان، والذين يقولون إن له مشيئة واحدة والذين يقولون إن له مشيئتين.
وكانت الخلافات على أشدّها في المدن والقرى وفي البيت الواحد. فترك مارون المدينة وصعد إلى جبل، ليكون في مأمن من المنازعات اللاهوتيّة ويعبد الله.
وعرف مارون في خلوته على الجبل إن دعوته هي أن يكون مع الشعب. فعاد إلى الرعيّة وراح يعلّم. فكثر تلاميذه ودعوا باسمه، موارنة. مات مارون سنة 410 ولكن تلاميذه تابعوا المسيرة. وفي سنة 451 في أثناء المجمع المسكوني الذي عقد في خلقيدونية كان لهم موقف صريح. أوضح المجمع العقيدة الصحيحة حول شخص يسوع المسيح. يسوع هو اله وإنسان وله طبيعتان إلهية وإنسانية… فأيّده الموارنة ودافعوا عن مقرّراته.
وسرعان ما أصبح أعداء المجمع الخلقيدوني أعداء الموارنة الذين دفعوا ثمن ذلك 350 شهيداً، وأخذوا يلجأون على دفعات إلى جبال لبنان.
وكان اللبنانيون في جبل لبنان قد اهتدوا، في أواخر القرن الخامس، إلى المسيحيّة على يد بعض من تلاميذ مارون وأصبحوا موارنة، فرحّبوا بإخوانـهم القادمين إليهم من جوار إنطاكية، وتابعوا معهم المسيرة. ولما استتبّ الأمر نـهائياً للعرب في المنطقة، وتعذّر الاتصال ببطريركية القسطنطينيّة بصورة منتظمة، اضطر الموارنة إلى أن ينصبّوا، في سنة 687، بطريركاً عليهم هو مار يوحنا مارون.
كان ملك بيزنطية بمثابة ملك الكنيسة. يعيّن بطاركتها ويتدخّل في شؤونـها. وكان المسيحيون يرجعون إليه في كل أمر. ولما نصّب الموارنة بطريركاً عليهم، غضبت بيزنطية. وفي أثناء غزوة شنّتها على المنطقة، حصل اصطدام بين الموارنة والجيش البيزنطي في أميون، كانت الغلبة فيه للموارنة. وسكن البطريرك بلدة كفرحي، جاعلاً كرسيه الأسقفي فيها كرسيّاً بطريركيّاً.
ونسي الموارنة سنين الشبع وحصّنوا نفوسهم لسنين الجوع. فأقبلوا على الصخور يحوّلونها تربة يزرعون فيها القمح والشعير والزيتونة والكرمة والتوتة… وجعلوا رجاءهم في الله وأضافوا إلى صلواتهم هذه الصلاة الرائعة:
"أبعد يارب بصلوات أمك عن الأرض وسكانها ضربات الغضب.
لاش الأخطار والفتن، وامنع الحرب والسبي والمجاعة والوباء.
تحنّن علينا نحن الضعفاء. افتقدنا نحن المرضى. ساعدنا نحن المظلومين.
أرح الموتى المؤمنين الذين انتقلوا من بيننا. وأهّلنا جميعاً إلى مصير امين، لنرفعنّ إليك المجد إلى الأبد".
البطاركة في البترون (سمار جبيل – كفرحيّ)
أقام في كفرحيّ بطاركة عديدون عرفنا منهم ثلاثة: يوحنا مارون، قورش وجبرائيل. سهروا على القطيع وعلى إيمانه. إن نافور مار يوحنا مارون الذي هو بمثابة شهادة ناطقة للآب والابن والروح الذي أخذ الموارنة ينشدونه كل يوم هو شهادة على صحة إيـمانـهم. فلا مغريات العالم ، بعدما خسروا كل شيء، استطاعت أن تنال منهم شيئاً، ولا تعدّيات العدو استطاعت أن تحيدهم عن الخط الصحيح. أحبّوا الله وأصغوا إلى تعاليمه.
عاش البطاركة في كفرحيّ مرارة الهجرة، وشاهدوا بأمال عين الكثيرين من أبنائهم يقبلون إليهم مشياً على الأقدام، حاملين أطفالهم وما استطاعوا من أمتعة، بعدما تركوا أرضهم الخصبة في سوريا، وسهل البقاع، وبيوتـهم وممتلكاتـهم، وراحوا يتوزّعون على قرى، في أرض كثرت أحراجه أو صخورها، وهم بحاجة إلى كل شيء. ولكن أرض البترون هي أرض مضياف، فاستطاعت أن تحتضن هؤلاء المشردين فتكون لـهم أمّاً ويكونون هم لـها أبناء.
وبعدما قضى البطاركة في أرض البترون 251 سنة، تحوّلوا عنها في اتجاه المجهول. كان عليهم أن يجابـهوا مشاكل جديدة في أرض جديدة.
هذه الرغبة حقّقها البطريرك يوحنا الثاني، فعاد هذا إلى دير مار مارون، وعاد إلى إنطاكية عينها، وحاول أن يجمع شتات الرعيّة هناك. ولكنه لم ينجح، فقد تكرّرت الشدائد وكثرت الأخطار، فاضطر "سنة 938، كما يقول الدويهي، إلى الهرب من جديد إلى لبنان". وتابع البطريرك طريقه إلى الجبل، في مرتفعات منطقة جبيل.
البطاركة والعاقورا
استقرّ الكرسي البطريركي في منطقة جبيل خمسماية سنة واثنتين، من سنة 938 إلى سنة 1440. وتعاقب عليها 34 بطريركاً، هم حسب سلسلة البطاركة للبطريرك الدويهي التي نشرها رشيد الشرتوني، المطبعة الكاثوليكية بيروت سنة 1902:
يوحنا مارون الثاني، يوحنا من دملصا، غريغوريوس،اسطفان، مرقس، اوسابيوس، يوحنا، يشوع، داود، غريغوريوس، توافيلكوس، يشوع، دومط، اسحق، يوحنا، سمعان، يوسف الجرجسي (110 – 1120)، بطرس (1121 – 1130)، غريغوريوس من حالات (1130 – 1141) ، يعقوب من رامات (1141 – 1151)، يوحنا (1151 – 1154)، بطرس (1154 – 1173)، بطرس من لحفد (1173- 1199) ارميا من عمشيت (1199 – 1230)، دانيال من شامات (1230 – 1239)، يوحنا من جاج (1239 – 1245)، شمعون (1245 – 1277) ، دانيال من حدشيت (1278 – 1282)، ارميا من دملصا ( 1282 – 1297)، سمعان (1297 – 1339)،يوحنا (1339 – 1357)، جبرايل من حجولا (1357 – 1367)، يوحنا (1367 – 1404)، يوحنا من جاج (1404 – 1445).
ماذا عمل هؤلاء البطاركة وماذا تركوا من مآثر؟ لم يدوّن لهم تاريخ، فقد أقاموا جميعهم في جبال وعرة صعبة المسالك، تعوزهم وسائل العلم ويحسبون من السعادة أن يعيشوا في رعاياهم آمنين، محافظين على إيمانـهم.
لم يكن لهم مقرّ بطريركي ثابت، فانتقلوا من يانوح إلى ميفوق إلى لحفد إلى هابيل إلى يانوح إلى كفيفان إلى كفرحي ّإلى الكفر إلى يانوح إلى ميفوق إلى حردين إلى ميفوق. وإذا كانوا ارتضوا بالحياة الشاقة وأن ينتقلوا كإبراهيم الخليل، من مكان إلى مكان، فلأنـهم أرادوا أن يسيرو ا على خطى معلمهم القديس مارون ويقولوا نعم ليسوع المسيح.
أقاموا في كرسي وضيعة خلت من كل مظاهر الغنى، ولكنها رائعة في زهدها وفي بساطتها. فقد أصرّ "أهالي يانوح، وهم أصحاب غيرة وعبادة، كما يقول الدويهي، أن يبنوا كرسيّاً كله من الحجر الأزرق في غاية الصناعة والشرافة" (الدويهي، تاريخ الأزمنة، 50)
أما كرسي ميفوق، الذي لا يزال قائماً، فهو آية في الفن. وإذا أخذت الكنيسة الحجم الأكبر منه، كما هي الحال في سائر الكراسي المتبقّية آثارها هنا أو هناك، فلأن البطاركة أرادوا أن يكونوا رجال صلاة، وأن تكون بيوتـهم قبل كل شيء بيوت عبادة.
الأيام الصعبة
وبعدما عاد الصليبيون إلى بلدانـهم الأوروبية هجم المماليك على الموارنة، وضايقوهم، وأحرقوا كنائسهم، وهدموا قراهم وأتلفوا كرومهم.
"يوم الاثنين ثاني محرّم سار اقوش باشا الافرم، نايب دمشق، بعساكر من الشام وغيرها إلى جبال كسروان، فأحاطت العساكر تلك الجبال المنيعة وترجّلوا عن خيولهم وصعدوا إليها من كل الجهات.
"وصل نايب دمشق الافرم إلى جبال كسروان، ووطئ العسكر أرضاً لم يكن أهلها يظنّون أن أحداً من خلق الله يصل إليها. فاحتووا على الجبال وخربوا القرى وقطعوا كرومها وقلعوها، وقتلوا وأسروا من بـها. وخلت تلك الجبال منهم. ومن ذلك الحين خربت كسروان والذين سلموا من أهلها تشتّتوا في كل صقيع…" (الأزمنة، 288)
وقد أصاب بطاركتهم النصيب الأكبر، فكان هذا يُهان، وهذا يُشرّد. وهذا يُساق إلى المحاكمة، وهذا يقاوم وهذا يُحرق حيّاً.
"ففي سنة 1283 قاد البطريرك دانيال الحدشيتي رجاله وقاوم جيوش المماليك عندما زحفت على جبّة بشري، واستطاع أن يوقف الجيوش أمام اهدن أربعين يوماً، ولم يتمكّنوا منها إلا بعدما أمسكوا البطريرك بالحيلة". "وفي سنة 1367 أحضر البطريرك جبرايل من حجولا، قريته، حيث كان مستتراً زمن الاضطهاد، واقتيد إلى طرابلس وأحرق حيّاً، وقبره لا يزال في باب الرمل في مدخل المدينة". "في سنة 1402 جاء فناء حتى بقي كثيرون بدون دفن، وصار غلاء حتى مات أناس كثيرون من الجوع، وأبصر الناس ضيقاً وشدّة وهمّاً وجوعاً وحزناً وبلاء". ( ال دويهي، تاريخ الأزمنة، 338)
وصبر الموارنة، ووجدوا في منطقة جبيل، التي اختارها بطاركتهم لهم ملجأ، أرضاً خيّرة. فدعتهم بطيبتها وجمال موقعها إلى التأمّل والصلاة، فعرفوا أن يأخذوا من وعورة طرقها، الصبر على المحن، ومن جبالها الشامخة، التعالي عن السيّئات، ومن بحرها الذي يعكس زرقة السماء الصافية، النظر إلى بعيد. كانت لهم منطقة جبيل بمثابة بستان الزيتون، فطبعتهم بروحها السمحاء، وأعطتهم صلابة في الموقف، مع كثير من الاتّزان والهدوء، عادوا إلى الإنجيل وتضامنوا وكانوا واحداً.
لم ييأسوا. راجعوا علاقاتـهم بالصليبيين: ماذا ربحوا وماذا خسروا، ففهموا أنـهم لا يستطيعون أن يتّكلوا على أحد في الأرض، وأن ليس لهم في النهاية غير الله. فاتّكلوا عليه، وأعادوا النظر في كل شيء، وارتضوا بالبطريرك مرجعاً لهم في الأمور الروحيّة والزمنيّة. برزت قيمة البطريرك، وأرادوا أن يعمل مقدّموهم، وهم حكّام القرى، بتوجيهاته، ومن أجل ذلك قبل المقدّمون الدرجة الشدياقيّة.
ونجحت المبادرة، فعرفت البلاد الهدوء والأمان، واستعاد الموارنة دورهم. إن الحملة التي شنّها المماليك السنّة على كسروان كان هدفها الأساسي القضاء على الشيعة. فاستطاع الموارنة أن ينفذوا وأن يلعبوا دور الوسيط، فقرّبوا وجهات النظر بين أبناء الطائفتين المتناحرتين، وكانوا رسل سلام وخطّ تـماس في كل بلدة عاش فيها السنّة والشيعة معاً.
إن الكنائس المتبقيّة من ذلك العهد هي صغيرة، ولكنها تدل على أنـها هي التي جدّدت في جبالنا ما عمله يوم عاش على هذه الأرض ربنا وإلـهنا يسوع المسيح. فكان الكاهن يوزّع الأسرار وينقل كلمة الله فتحدث العجائب. تضمّد الجراح وتمسح الدمعة وتزول الخلافات ويصبح الكثيرون واحداً.
إن الحياة الرعائيّة هي وراء وحدة الموارنة، وهي التي قرّبتهم من الآخرين فأقبلوا إلى إخوانـهم المتاولة والدروز، بانتظار الشهابيين السنّة، وارتضوا أن يعملوا معاً في خط واحد. فجمعوا صفوفهم أمام تحدّيات العدو. وعندما سدّت كل الأبواب في وجوه الموارنة انتقلوا إلى وادي قنّوبين.
الموارنة وروما
وقد رأى البابا زخيا الثالث بأمّ العين أن البطاركة الموارنة هم رجال صلاة، يوم زاره البطريرك ارميا العمشيتي في روما وحضر المجمع اللاتراني الذي عقد سنة 1215. فأمر البابا بنقش صورة البطريرك في هيكل مار بطرس بروما. ولما اعتراها التغيير بتمادي الزمان أمر بتجديدها البابا زخيا الثالث عشر سنة 1655 على ما كانت عليه أوّلاً. وكانت تلك الصورة ذكراً لوقوف القربان بين يديه بمعجزة بينما كان يقيم القداس بحضرة البابا على هيكل القديس بطرس". (الدويهي، سلسلة البطاركة، 24)
لم يشيّد البطاركة كنائس فخمة، ولا قصوراً. ولم يتركوا لا تحف فن ولا معاهد. ولكنهم استطاعوا، كالرسل، أن يسهروا، على قطيعهم سهر الآباء على أبنائهم، ويعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصاهم به الرب يسوع. فكانت مآثرهم شعباً مؤمناً. يُشتم فيبارك. يُضطهد فيصبر. يضيّق عليه فيحمل المشعل وينتقل من مكان إلى مكان آخر.
عاشوا معزولين عن العالم، في حصار محكم دام أكثر من ثلاثة قرون. وقد فوجئ الصليبيون بوجودهم يوم جاؤوا إلى الشرق، في القرن الحادي عشر، وفوجئ الكرسي الرسولي بدوره، عندما اطّلع على أمر الموارنة، وكان اعتقد أنهم زالوا من الوجود.
وتوطّدت العلاقات بين الموارنة والصليبيين، ولا سيما بعد مجيء ملك فرنسا القديس لويس التاسع إلى الشرق.
في القرن الثالث عشر عرف لبنان شيئاً من الأمان، فراح الموارنة يبنون الكنائس، على ما ذكر الدويهي: "في هذا الزمان انتشر دين النصرانيّة في بلاد الشرق، وصار ينادى به جهراً. وأخذ جماعتنا يدقّون أجراساً من نحاس للصلاة والقداس الإلهي. والذين فاضت نعمة الله بين أيديهم صاروا يبنون ديورة وكنائس، وتقصّد الناس خدمة الله وعمل الخير. وكان للخوري باسيل البشرّاوي ثلاث بنات: مريم وتقلا وسالومي. فالبنت مريم بنت هيكل مار سابا في قرية بشري في جبل لبنان، والبنت سالومي هيكل مار دانيال في الحدث، وأما تقلا فبنت هيكل مار جر جس في بقرقاشا وكنيستين في أرض الكورة…" (تاريخ الأزمنة، 104)
عصا المطران
كانت وردت على البطريرك دعوة البابا اوجين الرابع إلى حضور المجمع الفلورنسي. " وبسبب المخاوف من القرصان في ركوب البحر وانقطاع الطرقات، أوفد البطريرك من قبله، فرا جوان، الى الكرسي الرسولي. ودخل فرا جوان إلى البابا، وكان يرئس مجمع فلورنسا، وعاد إلى لبنان حاملاً كتاب التثبيت.
"ولما قدم إلى مدينة طرابلس انحدر الشعب إلى لقائه. فبعث النايب من يقبضون عليه وعلى رفاقه ويلقونهم في السجن، معتبرين أن النصارى لم يجتمعوا في فلورنسا إلاّ ليعتصموا مع بعضهم بعضاً على استخلاص بلاد الشام من يد الإسلام. وحين بلغ ذلك مسامع البطريرك الذي كان يومئذ قاطناً في دير سيّدة ميفوق، أرسل بعضاً من أعيان الطائفة، يزيلون هذه الفكرة من رأس النائب، ويقنعوه في هبة الدراهم، حتى أخرجهم من الحبس تحت كفالة الحضور.
"فصعد فرا جوان مع رفاقه إلى دير الكرسي. وبعدما أطلع البطريرك على مكاتيب اوجانيوس وألبسه درع الرئاسة، قفل راجعاً عن طريق بيروت وعصى على النائب فلم يمر عليه كما تمّ الاتفاق. ولأجل ذلك حنق عليهم حنقاً عظيماً وأرسل جملة بيارق بطلب البطريرك والكفلاء. وإذ لم يحظوا بهم، سلبوا أرزاقهم، وأحرقوا بيوتهم، وقتلوا كثيرين من الطائفة ومن الرؤساء. والذين توجّهوا بطلب البطريرك، نكبوا الدير وقتلوا بعض الرهبان، وأخذوا البعض في الجنازير إلى طرابلس."
"ومذ ذلك الحين أخلى البطريرك دير ميفوق وانتقل إلى جبّة بشري، تحت حماية المقدّم يعقوب البشرّاني". (الدويهي في أصل الموارنة، 210)
وادي قنّوبين
في وادي قنّوبين. هذا الوادي العميق، الذي إذا كنتفيه لا تجد إلاّ جبلاً شاهقاً من هنا وجبلاً شاهقاً من هناك، وقطعة صغيرة من السماء من فوق. وأما إذا نظرت إليه من إحدى مشارفه، فانك تشعر أنه يشدّ بك إليه، بعمقه وقوة جاذبيته. فتضطر إلى أن تتمسّك بيديك الاثنتين بصخرة أو بشجرة. لئلا تهبط من علو نحو ألف متر. في هذا الوادي الذي لا يصل إليه إلاّ النسور كما قال بعض السائحين الفرنج، جعل البطرير ك الماروني في إحدى صخوره، كرسيّه، ومنه كان يوجّه شعبه ويقوده.
ظل دير سيّدة قنّوبين كرسيّاً بطريركيّاً من سنة 1440 الى سنة 1823، وقام فيه أربعة وعشرون بطريركاً هم:
يوحنا من جاج (1440 – 1445)، يعقوب من الحدث (1445 – 1468)، يوسف من الحدث (1468 – 1492)، سمعان من الحدث (1492 – 1524)، موسى العكاري من الباردة (1524 – 1567)، مخايل الرزّي من بقوفا (1567 – 1581)، سركيس الرزّي من بقوفا (1581 – 1596)، يوسف الرزّي من بقوفا (1596 – 1608)، يوسف مخلوف من اهدن (1608 – 1633)، جرجس عميره من اهدن (1633 – 1644)، يوسف حليب من العاقورة (1644 – 1648)، يوحنا البوّاب من الصفرا (1648 – 1656)، جرجس رزق الله من بسبعل (1656 – 1670)، اسطفان الدويهي من اهدن (1670 – 1704)، جبرايل من بلوزا (1704 – 1705)، يعقوب عوّاد من حصرون (1705 – 1733) ، يوسف ضرغام الخازن من غوسطا (1733 – 1742)، سمعان عوّاد من حصرون (1743 – 1756)، طوبيّا الخازن من بقعاتا كنعان (1756 – 1766)، يوسف اسطفان من غوسطا (1766 – 1793)، مخايل فاضل من بيروت (1793 – 1795)، فيلبس الجميّل من بكفيا (1795 – 1796)، يوسف التيّان من بيروت (1796 – 1808)، يوسف الحلومن غوسطا (1808 – 1823).
وقد عاشوا جميعهم بخوف الله وخدمة شعبه. ولا يزال وادي قنّوبين، هذا الوادي المقدّس، يحكي قصة كلّ منهم كأنها قصة قدّيس، ويشهد أنهم طلبوا الله واكتفوا للعيش بالشيء الزهيد.
قيل فيهم: "عصيّهم من خشب أما هم فمن ذهب".
وكان للمحن التي حلّت بالموارنة وجهها الايجابي، فقد اجتمع شمل الشعب والتفّ حول قادته تحت سلطة البطريرك. فإذا بالموارنة شعب واحد منظّم، وإذا بمقدّم بشري يحكم على المنطقة بكاملها، وإذا بالمنطقة تعرف الهدوء.
إلاّ أن أيام الأمان كانت تعكّرها أيام الشدّة أحياناً على ما يقول تقرير رفعه أحد الذين وفدوا الى وادي قنّوبين سنة 1475، قال التقرير:
"تعيش الأمة المارونية هدفاً للمضايقات والطغيان بلا انقطاع. لبنان كله خراب ورعب ودموع. يتذرّع عملاء الدولة بضريبة تسمّى الجزية ليعرّوا هؤلاء القرويين المساكين من كل ما يملكون، ثم يشبعونهم ضرباً ويسومونهم كل أنواع العذابات، لينتزعوا منهم ما يملكون. ومضايقات لا مجال لاتّقاء شرّها إلاّبالصمود. ولولا محبّة بطريركهم بطرس بن حسّان، ومساعدته لهم، لكان الكثيرون لربما وقعوا في هذا الفخ. لقد هاله الخطر الذي تتعرّض له نفوس رعاياه، فسلّم كل مداخيل كنائسه ليُشبع نهم الطغاة، وظل هكذا بلا وسيلة لتأمين عيشه. وترى باب داره مسدودا ًبحائط. وهو يضطر أحياناً إلى الاختفاء، مثل الحبرين الأعظمين اوريانس وسلفسترس، في مغارة تحت الأرض".
في وادي قنّوبين حمل الموارنة الإنجيل واكتفوا به. عاشوا حياة تضحية وإيمان ورجاء، وراحوا بعيداً في هذا المنحى، فكانوا مثالاً في الوحدة والمحبّة.
في وادي قنّوبين لم يكن الموارنة بحاجة إلى من يدعوهم إلى الصلاة، فوادي قنّوبين وكلّ ما فيها يدعو إلى التأمّل والزهد في النفس والصلاة. وتجاوب الموارنة مع هذه الدعوة، فراحوا، كالمسيحيين الأولين، "يتابعون تعليم الرسل والحياة المشتركة وكسر الخبز والصلاة" (أ عمال الرسل، 2/42). وشعر الكثيرون منهم بالحاجة إلى مزيد من التأمّل والصلاة، فكثر العابدون والعابدات، وامتلأت الوادي بمغاور النسّاك.
عاشوا في هاجس الجوع إذا زرعوا الأرض ولم يصحّ الموسم. وفي هاجس الخوف إذا توجّهوا إلى العمل وهجم عليهم العدو على حين غفلة. لم تنسهم مشاكلهم اليوميّة الرسالة التي يحملونها تجاه العالم. انهم رسل المسيح، فصبروا وترجّوا ونظروا إلى أعدائهم نظرتهم إلى من مات المسيح من أجلهم، وطمحوا إلى أن يحملوا إليهم رسالة الإنجيل. تقدّموا في الفضيلة، فكتب إليهم البابا لاون في سنة 1515 يشجّعهم ويؤيّد مساعيهم، ويقول لهم: "إنكم لم تتخلّوا عن الإيمان بيسوع المسيح بسبب الضّيم والضّنك والاضطهاد".
في بداية القرن الثامن عشر انقسم الموارنة فئتين. فئة تتمسّك بتقاليدها الشرقية العريقة، وفئة تسير في خط المسيحيين في الغرب، وتتقيّد بتقاليدهم وطقوسهم. فكان لا بد من مجمع يوقف الفوضى ويعيد إلى الطائفة بهاءها الأول، فجاء المجمع اللبناني الذي تقدّم ذكره، وقد عقد في اللويزة سنة 1736، وهو أوفى مجمع إقليمي عقد في العصور الأخيرة.
أدّى المجمع خدمات جلّى للطائفة، بحيث أنه كان دستوراً لها ووقاها الفوضى والانقسامات. إلاّ أنه بالمقابل حدّ من سلطة البطريرك وكان دعامة للتيار الذي يدعو إلى الأخذ بالتقاليد اللاتينية، فعرفت الطائفة وضعاً لا يدعو إلى الطمأنينة لم تألفه من قبل.
في منطقة جبيل عاش الموارنة العوز والحرمان، فصبرو اوسكتوا. لحق بهم العدو، فهربوا، ولم يذكر التاريخ أنهم رفعوا الصوت. فكأنهم كانوا مذنبين، وكأن الشدائد والمحن كانت لهم بمثابة قصاص. ويوم انتقم منهم المماليك لم يتذمّروا، فقبل مقدّموهم الدرجة الشدياقيّة ليطووا صفحة الماضي ويعملوا بتوجيهات البطريرك.
في وادي قنّوبين عاش الموارنة أيضاً العوز والحرمان. ولحق بهم العدو، فصرخوا ورفعوا الصوت. ترى هل تغيّرت الظروف، فسكت الموارنة في جبيل وصرخوا في وادي قنّوبين؟ هل رأوا إن لهم بعد جبيل ملجأ، فلما اقتُحموا، هربوا إليه. وان وادي قنّوبين هي معقلهم الأخير، إذا خسروه خسروا كل شيء؟ فلما اقتُحموا صرخوا وكانت لهم مبادرات. فكثُر العابدون والعابدات والنسّاك، وفُتحت المدارس، وصار إقبال على العلم والمعرفة، وأُنشئت الرهبانيّات، وانقسم الموارنة فئتين، وعُقد مجمع…
الموارنة في وادي قنّوبين لم يكونوا باردين، ولذلك فقد صهرتهم المحن والآلام، فبكوا ووعوا، وكانت لهم حياة جديدة. وكما استطاعت منطقة جبيل أن تقود الموارنة إلى بستان الزيتون استطاعت وادي قنّوبين أن توصلهم إلى جبل الجلجلة. فلم يعد لهم إلاّ أن ينتقلوا إلى مجد القيامة. سنة 1823 انتقل الكرسي البطريركي إلى الديمان صيفاً وبكركي شتاءً. وقد انتظر الموارنة أن يلقوا المجد بعدما عرفوا الألم والهوان.
وقد بنى البطريرك يوحنا الحاج الكرسي البطريركي في الديمان، المعروف اليوم بالكرسي القديم، في وسط البلدة، وبنى إلى جانبه كنيسة مار يوحنا مارون، وهي اليوم كنيسة الرعيّة. أما الكرسي الحالي فقد بناه البطريرك الياس الحويّك، ووضع له الحجر الأساسي في 28 أيلول سنة 1899. وهو من تصميم الأخ ليوناراللعازاري، الذي قام بتصميم إعادة بناء الكرسي في بكركي
مدرسة روما المارونية
سنة 1584 في 5 تموز أنشأ البابا غريغوريوس الثالث عشرالمدرسة المارونيّة في روما، فحقّق آمال الطائفة وفتح أمام طلاّبها أبواب التقدّم. جاء في براءته الرسوليّة هذه الكلمات:
"لنا الأمل الوطيد بأن تلاميذ هذه المدرسة، على مدى الأيام المستقبلة، بعد امتلاكهم من عبر التقوى، والديانة الحقيقية، الصادر من شجر سرو صهيون، وتعاليم الكنيسة الرومانية المقدسة، رأس كل الكنائس، لنا الأمل الوطيد بأن يوزّعوه على أرز لبنان وعلى طائفتهم، عاملين في خدمة الرب ومجدّدين في بلدانهم الإيمان الضعيف ومساندينه. وهكذا يتحوّل عمل مادّي لا يفيد إلاّ القليلين من زائر يروما إلى عمل روحي يكون لفائدة الطائفة كلها ولخلاصها.
"وبناء عليه، وعن معرفة تامة، وعملاً بكمال سلطتنا الرسولية،… نبني مدرسة الموارنة ونؤسسها حتى يتغذّى فيها ويتزيّن بالأخلاق الصالحة، ويتربى على التقوى والتعليم السليم والفضائل المسيحية الكاملة الواجبة لكل مسيحي، شبان هذه الطائفة..".
ووفد التلاميذ الموارنة إلى روما، وبدأت آمال البابا تتحقّق، وراحت الطائفة تنتقل إلى عالم المعرفة والنور. وأكثر من ذلك أيضاً فقد انفتحت الطائفة على أوروبا والعالم، وأصبحت تلعب دور الوسيط بين الشرق والغرب.
وتخرّج من المدرسة المارونية ألمع رجالات الاكليروس، وكان أعظمهم البطريرك اسطفان الدويهي، مؤرّخ الطائفة المارونية الذي "طاف في كل الأبرشيّات واختار كهنة ذوي علم وتقوى، وفحص الكتب البيعيّة وأصلح ما أوقعه فيها النسّاخ من أغلاط، وردّ القواعد إلى أصلها، وغربل مصاحف المؤرخين ومصنّفات الآباءالقديسين، من شرقيين وغربيين، وألّف كتباً عديدة محفوظة في مدرسة روما" (البطريرك يعقوب عوّاد)
يوسف السمعاني العالم الحصروني الذي عًيّن حافظاً للمكتبة الفاتيكانيّة.
جبرائيل الصهيوني الذي درّس في جامعة سابينـزا ثم انتقل إلى باريس ودرّس في الكليّة الملكيّة.
مرهج ابن نمرون، وقد خلف الحاقلاني كأستاذ وترجمان.
وشجّع البطاركة العلم، على ما أوضح المجمع اللبناني:
"نحثّ ونناشد بأحشاء يسوع المسيح كلاً من المتولّين رئاسة الأبرشيات والمدن والقرى والمزارع والأديار جملة وأفراداً أن يتعاونوا ويتضافروا على ترويج هذا العمل الكبير الفائدة… فيعنون أوّلاً بنصب معلم حيث لا يوجد معلم، ويدوّنون أسماء الأحداث الذين هم أهل لاقتباس العلم، ويأمرون آباءهم بأن يسوقوهم إلي المدرسة ولو مكرهين. وان كانوا أيتاماً أو فقراء فلتًقدم لهم الكنيسة أو الدير ضروريات القوت، وفي حالة تعذّر الكنيسة أو الدير فيترتب جزء منها على الكنيسة والدير والجزء الآخر يقوم بدفعه آباء الأولاد". (المجمع اللبناني، 529)
وأخذت الرهبانيّات الأوروبيّة تفد إلى لبنان. ففي سنة 1626 وصل الكبّوشيّون، وفي سنة 1635 وصل الكرمليّون، وفي سنة 1656 وصل اليسوعيّون، ثم كرّت المسبحة.
جاء هؤلاء الرهبان إلى لبنان لخدمة شعبه، فأسّسوا المدارس وأخذوا يزرعون بذور العلم ويهيّئون للبلاد جيلاً جديداً. ولم يمض وقت حتى أصبحت المدارس التي تأسّست في لبنان تضاهي مدارس أوروبا.
وكثُرت المدارس. وكانت مدرسة إلى جانب كل كنيسة مارونيّة. وازدهر بعضها كمدرسة عين ورقة ومدرسة مار عبدا هرهريّا ومدرسة حوقا. و بعدما نال اللبنانيّون، ومعظمهم كانوا موارنة، قسطاً كبيراً من الثقافة أصبحوا روّاد الحركة الفكريّة في العالم العربي، وكان لهم دور كبير في النهضة الثقافية في كل الشرق الاوسط
أول رهبانيّة مارونية
في سنة 1694 مثل جبرائيل حوّا وعبد الله ابن عبد الأحد قرا ألي ويوسف البتن أمام البطريرك اسطفان الدويهي وكاشفوه بعزمهم على إقامة رهبانيّة تسير بقانون واحد ويرئسها رئيس عام واحد، ويكون لكل دير من أديارها رئيس خاضع لسلطان الرئيس العام. ويرتبط رهبانهم بنذور الطاعة والعفّة والفقر الاختياري، والانصياع على اسم القديس انطونيوس أبي النسّاك، فسرّ البطريرك لعزمهم وشكر مساعيهم ولبّى دعوتهم". (الدبس، 253)
بكركي
لم يكن للبطاركة مقرّ شتوي، فاتّجهت الأنظار إلى بكركي.
سنة 1703 بنى الشيخ خطّار الخازن دير بكركي، وكان كنيسة صغيرة وبقربها بيت للكاهن.
سنة 1730 تسلّمه الرهبان الأنطونيون.
سنة 1750 تسلّمه المطران جرمانوس صقر والراهبة هنديّة عجيمي ليكون مقرّاً لأخوية قلب يسوع.
سنة 1779 صدرت براءة رسوليّة ألغت رهبانيّة قلب يسوع، وقضت بأن يتحوّل دير بكركي لخير الطائفة المارونيّة.
سنة 1786 اعتبره المجمع الماروني تابعاً لكرسي قنّوبين.
سنة 1823 أصبح كرسيّاً بطريركيّاً لفصل الشتاء.
سنة 1890 رمّمه البطريرك يوحنا الحاج وأضاف إليه قسماً من الطابق السفلي والطابق العلوي بكامله، وهو من تصميم الأخ ليونار اللعازاري.
سنة 1970 رمّمه من جديد البطريرك بولس المعوشي.
سنة 1982 بنى البطريرك انطونيوس خريش البوّابة الخارجيّة.
سنة 1995 أضاف إليه البطريرك نصر الله صفير جناحاً ليحفظ فيه الأرشيف ويكون متحفاً خاصاً بالكرسي البطريركي، كما أنشأ مدافن للبطاركة وزيّن الكنيسة بشبابيك مزخرفة.
تعاقب على الكرسي البطريركي في الديمان صيفاً وبكركي شتاءً تسعة بطاركة هم:
يوسف حبيش من ساحل علما (1823 – 1845)، يوسف راجي الخازن من عجلتون (1845 – 1854)، بولس مسعد من عشقوت (1854 – 1890)، يوحنا الحاج مندلبتا (1890 – 1898)، الياس الحويّك من حلتا ( 1899 – 1931)، انطون عريضه من بشري (1932 – 1955) ، بولس المعوشي من جزين (1955 – 1975)، انطونيوس خريش من عين ابل (1975 – 1986)، نصر الله صفير من ريفون (1986)، بشارة الراعي (2011)
وجميع هؤلاء البطاركة قاموا بأعباء المسؤولية وعملوامن أجل وحدة الصف، وكان هاجسهم الأول استقلال لبنان.
فكما استطاع الموارنة، بالرغم مما لاقوه من محن وشدائد في أيام المماليك، وخصوصاً في أيام السلطنة العثمانيّة، أن ينتزعوا الحرية والاستقلال الذاتي، فلم يقبل بطريركهم الفرمان الذي كان الباب العالي يعترف بموجبه بكل بطريرك، كذلك فانهم أرادوا أن يتابعوا المسيرة ويعملوا ليكون لوطنهم استقلاله التام وأن يحافظوا عليه.
1860
وتراكمت الأحداث. الفتنة الطائفيّة بين الدروز والموارنة سنة 1860 أوّلاً، ثم تبعتها الهجرة إلى بلدان الاغتراب، ثم الحرب العالميّة الأولى ، ثم اقتتال الأخوة.
الفتنة الطائفيّة سنة 1860 راح ضحيّتها نحو عشرة آلاف قتيل ماروني، فأحدثت شرخاً كبيراً بين الموارنة والدروز، فاضطر الكثيرون من الموارنة إلى أن يتركوا وطنهم ويتوجّهوا إلى بلدان الاغتراب، وجعلت العيش المشترك على المحك. وفي الحرب العالميّة الأولى أحكم العدو حصاراً تموينياً على جبل لبنان، فمات عشرات الآلاف من الجوع.
الديمـان
وادي قنوبين هو المقر البطريركي في أيام الشدة، وقد دامت 383 سنة، من سنة 1440 إلى سنة 1823، وعندما استتب الأمن اتجهت أفكار البطاركة إلى الديمان، وكان البطريرك يوسف حبيش أول من حقق هذه الفكرة فسكن في بيت يشرف على الوادي، وهو لأحد الشركاء، غربي البلدة وقد بنى البطريرك يوحنا الحاج الكرسي البطريركي في الديمان، المعروف اليوم بالكرسي القديم، في وسط البلدة وبنى إلى جانبه كنيسة مار يوحنا مارون، وهي اليوم كنيسة الرعية . أما الكرسي الحالي فقد بناه البطريرك الياس الحويك ووضع له الحجر الأساسي في 28 أيلول سنة 1899، وهو من تصميم الأخ ليونار اللعازاري ، الذي قام بتصميم إعادة بناء الكرسي في بكركي.
لبنان المستقل
الاستقلال هو بناء لم يكن تشييده أمراً سهلاً. فقد ظهرت بين اللبنانيين، وهم سبع عشرة طائفة، بعد انسحاب العثمانيين عدّة اتّجاهات جعلت الاتفاق مع بعضهم بعضاً أمراً عسيراً. ولكن البطريرك الماروني، أيّاً كان اسمه، عرف أن يكون رسول سلام، فكان حاضراً فاعلاً يؤيّد كل مسعى للخير ويقف في وجه كل ظلم. فمحضه اللبنانيّون ثقتهم وكان لهم بمثابة عامل وحدة وحامل لواء الحريّة. ففي سنة 1919 فوّضوا إلى البطريرك الياس الحويك أن يتوجّه باسمهم جميعاً إلى مؤتمر السلام الذي عُقد في فرساي يطلب الاستقلال. وغادر البطريرك إلى فرساي وعرض القضيّة اللبنانيّة وفاوض ونجح، فوطّد ركائز الاستقلال وحقّق طموحات اللبنانيين.
وسار البطاركة الذين تعاقبوا على الكرسي بعده على الخط نفسه، فقال البطريرك عريضه لا للاحتكار، وقال البطريرك معوشي لا للحكم الظالم، وقال البطريرك خريش لا للتقاتل، وقال البطريرك صفير لا للهيمنة، وقال البطريرك الراعي نعم للوحدة. فتخطّوا الآفاق الضيّقة وعملوا لا من أجل طائفتهم فحسب، بل من أجل جميع اللبنانيين. وبهذه الروح أسهموا في توحيد الصفوف، فانفتحت الطوائ فبعضها على بعض، فكانت ثروة ومصدر غنى وعرف لبنان الازدهار.
الأبرشية المارونية
في بداية الكنيسة "وقع اضطهاد شديد على كنيسة أورشليم، فتشتّت أبناؤها أجمع، ما عدا الرسل، في نواحي اليهوديّة والسامرة… وأخذ الذين تشتّتوا يسيرون من مكان إلى آخر مبشّرين بكلام الله" (أعمال الرسل، 8/2،4).
إن هذه الظاهرة التي عاشها المسيحيّون الأوّلون في أورشليم، عاشها الموارنة أيضاً في لبنان. فاتّجهوا على مدى حقبات متفاوتة إلى بلدان الإغتراب، وحملوا رسالة مار مارون إلى كلّ بلدان العالم.
الموارنة في بلدان الاغتراب، وقد بلغ عددهم اليوم أربعة ملايين، اضطلعوا بدورهم الإنساني على الصعيد العالمي ونجحوا، وكان أبرزهم جبران خليل جبران. ولكنهم لم ينسوا أنهم تركوا لبنان معذّباً، فعملوا من أجله ودعموه بالمال والسياسة، إلى أن يعودوا إليه. فحوّلوا ظاهرة الاغتراب ظاهرة إيجابيّة.
ومن جهة ثانية فان البراءات البابويّة المحفوظة في أرشيف الكرسي البطريركي في بكركي التي تلقّاها البطاركة على مدى أجيال عديدة، والمخطو طات التي نسخها الأساقفة والكهنة والنسّاك على مرّ الأجيال، في وادي قنّوبين وفي أمكنة عديدة من جبل لبنان وكنائسه، والوثائق التاريخية التي تفوق المليون مستند، هي شهادة ناطقة بأعمال الموارنة الذين أدّوا رسالتهم على مدى أجيال عديدة، وشهدوا ليسوع المسيح وسط جيل صعب وملتو وأظهروا أنهم يؤدّون رسالتهم بالرغم من كل التحدّيات.
وأصبح الناسك أو الراهب العائش في الزهد والتقشّف والحامل حرارة الإيمان بالله شأن مار مارون، هو المدافع لا عن حقوق الكنيسة وإبراز تفوّق الإيمان المسيحيّ فحسب، وإنّما المؤكّد على أنّ الشخص البشريّ الذي من أجله تجسّد الله إنسانًا بشخص يسوع المسيح هو حامل لقيم الإنسانية والمسيحية وسط صخب الحياة وضجيجها.
"تاريخ الموارنة يبدأ بمناقشة مار مارون الذي يعتبر مؤسس هذه الطائفة وشفيعها"، هذا ما يجمع عليه كل رجال الدين، ويعتبر مار مارون واحدًا من أشهر الشخصيات السوريّة السريانية الكنسية، لارتباطه مع الكنيسة السريانية الأنطاكية المارونية التي تعتبره مؤسسًا وشفيعًا وأبًا.
القديس مارون هو راهب ناسك، آرامي العرق وسرياني اللغة، ولد سنة 350م وقد أرّخ حياته اسقف قورش المؤرخ الشهير تيودوريطس القورشي، صديق القديس مارون ومعاصره.
نشأ القديس في مدينة قورش شمال شرقي انطاكيا، تركيا حالياً. وكان المسؤول الأول عن نشر المسيحية في شمال سوريا.
وقد اختار القديس مارون قمّة في ضواحي قورش على علو نحو 800 متر، كان قد أقيم عليها قديماً هيكل وثني لتكريم الشياطين، وكانت هذه المنطقة قد خلت من سكانها، فقصدها مارون في النصف الثاني من القرن الرابع وكرّس هذا المعبد لله وعبادته.
كان القديس مارون يقضي أيامه ولياليه في العراء غير آبه بغضب الطبيعة ولكنّه كان متى اشتدّت العواصف يلجأ الى خيمة نصبها بالقرب من ذاك المعبد، مع العلم بأن تلك الخيمة كان قد صنعها القديس من جلود الماعز التي كانت منتشرة بكثافة في تلك الأرجاء.
لقد هجر مارون الدنيا ليتنسّك في تلك الجبال، يقضي ايامه بالصوم والصلاة والتقشّف.
شاعت أخبار هذا القديس فقصدته الجموع من كل حدب وصوب ملتمسة شفاعته…فمنهم من لجأ اليه لمرض جسدي مزمن وآخرون لمرض نفسي ، فانصرف الى وعظ تلك الجماهير ومواساتها.
ولعلّ القديس مارون هو الوحيد الذي أنعم عليه الرب بنعمة الشفاء وهو لا يزال على قيد الحياة، فكان يشفي امراض الجسد والنفس، كما ينهي الجموع عن المحرّمات زارعاً فيها بذور التقوى والإيمان، حيث أثرّت هذه الأعمال بالآلاف ورسّخت ايمانها وقوّة عزيمتها…
هرب القديس مارون من الناس، فلحقته اينما حلّ… اعتزل الشهرة على قمة جبل منفرد فشهرته أعماله وذاع صيته في الأمبراطورية البيزنطية التي كانت تسيطر على الشرق بأكمله.
لم يكد القديس مارون يترك الحياة حتى كان الآلاف من اتباعه من مشارق الأرض ومغاربها يتقاطرون على جبال قورش سالكين طريق مارون في التنسّك…
مات القديس مارون متنسكاً عفيفاً، ولكنه لم يمت حتى رأينا أبناءه الروحيين المشرَّفين باسمه، ينتشرون تحت كل كوكب. غير انّ المارونية تركز كيانها في لبنان بعد أن بشر تلامذة مار مارون اهله، وفيه بسقت دوحتها وامتدّت أغصانها إلى أنحاء الدنيا.
لقد كان مارون للكنيسة جمعاء ولم يكن يوماً حكراً على الطائفة المارونية دون سواها، فنجد ذكراً لإسمه لدى طائفة الروم الأرثوذكس ضمن لائحة قديّسيها.
وقد حدّدت وزارة السياحة السوريّة، وبالتعاون مع أبرشية حلب المارونيّة، إضافة إلى بعثتي تنقيب من الولايات المتحدة الإميركية منذ 1999، مكان التنسك في كالوتا والضريح في براد، وهو ما قامت البطريركية المارونية بتثبيته رسميًا عام 2010.
توفي مار مارون عام 410، موصيًا أن يدفن في مغارة القديس زابينا أحد تلاميذه، لكن وصيته هذه لم تتحقق إذ نشبت بحسب شهادة ثيودوريطس، منازعات حول جثمانه بين القرى المجاورة، بهدف الحصول عليه ودفنه في قريتهم تبركًا.
11/22/2011
ايلي حبيقة افتدى لبنان واللبنانيين
ايلي حبيقة افتدى لبنان واللبنانيين
إن الإنسان المؤمن بربه وبكتبه المقدسة وبتعاليمه وبموت وقيامة السيد المسيح لا يموت، بل يرقد على رجاء القيامة بانتظار يوم الحساب الأخير، والرب الذي وهب الإنسان نعمة الحياة هو وحده يقرر متى يستردها وليس أي مخلوق أخر.
اليوم ونحن نصلي في الذكرى التاسعة لروح الشهيد النائب والوزير الراحل ايلي حبيقة نردد بايمان وخشوع ووقار ما قاله النبي أيوب رغم كل المصائب التي حلت عليه فيما كان الشيطان يحاول جاهداً إيقاعه في التجربة دون أن يتمكن من أن يحقق هدفه اللعين هذا كون إيمان أيوب بربه كان قوياً وراسخاً: "عرياناً خرجت من بطن أمي، وعرياناً أعود إلى هناك، الرب أعطى والرب أخذ تبارك اسم الرب". (ايوب01/21).
يقول السيد المسيح: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي، وَإِنْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يوحنا 25/11). إن تعلقنا بلبناننا الحبيب حتى الشهادة يعزينا ويقوي إيماننا ويرسخ الرجاء في نفوسنا ويساعدنا على تقبل غياب الشهداء الأبرار برضوخ كامل لمشيئة أبينا السماوي فهم لا يموتون بل يبقون أحياء في وجداننا وضمائرنا وقلوبنا وعقولنا وفي كل عمل نقوم به يهدف لخدمة ومساعدة الآخرين الذين هم بحاجة إلينا.
يقول الشاعر: "ما استحق أن يعيش، من عاش لنفسه فقط". لذلك فالشخص المؤمن يجد لذته في أن يحيا لأجل غيره، عملاًً بقول الرب، "تحب قريبك كنفسك" (متى39/22). ولهذا يحب كل الناس من أعماق قلبه وتكون محبته للآخرين محبة عملية حسبما قال الرسول يوحنا: "يا أبنائي، لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق". (1يو18:3).
هذه المحبة العظيمة، والله هو محبة، تتميز بالعطاء والبذل والتفاني سواء من الناحية الجسدية، أو الناحية الروحية. لذلك فإن الشخص المؤمن والمعطاء والصادق هو بطبيعته إنسان نقي وتقي وشفاف وصادق ومحب يخاف الله الذي خلقه على صورته ومثاله.
هذا الإنسان يجهد بفرح كبير ليكون خادماً يخدم غيره في كل المجالات، لا لأنه مطالب بهذا، وإنما لأن الخدمة جزء من طبيعته ونفسيته وثقافته، ومكون أساسي من مكونات كيانه الإيماني. في خدمة الآخرين يشعر بالحب ويتغذى روحياً من تقديم الخدمات أكثر مما يغذي غيره بها. وإذا كانت الخدمة هي من عمل الملائكة (عبرانيين14:1)، فكم بالأولى البشر. وقد أعطانا السيد المسيح المثال الأبلغ في هذا الشأن إذ قال: "ومن أراد أن يكون الأول فيكم، فليكن لكم عبدا، وهكذا ابن الإنسان جاء لا ليخدمه الناس، بل ليخدمهم ويفدي بحياته كثيراً منهم". (متى 20/27 و28)
جاء في إنجيل القديس يوحنا (15/13): "ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه". وقال الشهيد النائب والوزير الراحل ايلي حبيقة: "إن الوطن الذي لا يفتديه شبابه بأرواحهم لا يستمر ويزول. إن خدمة الآخرين وبذل الذات من أجلهم هي أعمال مقدسة والمسيح الإله قبل الصلب والعذاب والإهانات وقدم نفسه على الصليب فداء للإنسان ليعتقه من نير وعبودية الخطيئة ويحرره.
إن الشهيد لا يطلب شيئاً لنفسه من مقتنيات هذه الدنيا الفانية، وإنما يسعي لنيل بركات الله ليستحق بجدارة أفعاله وإيمانه العودة إلى منزل أبيه السماوي، والمسيح قال لنا: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه". (متى 16/26).
الشهيد هو قربان طاهر يقدم نفسه طواعية على مذبح الله بمحبة واندفاع وفرح من أجل أحبائه تماماً كما هو حال كل شهيد من شهداء لبنان الأبرار. عرفاناً بجميلهم نقول أنه وبفضل استشهادهم بقينا، وسوف نبقى بإذن الله طالما بقي الشباب اللبناني مؤمنا بلبنان وبرسالته وعلى استعداد تام ودائم للشهادة.
الشهيد النائب والوزير الراحل ايلي حبيقة لم يمت لأنه باق في كل جهد وعمل يقوم بهما أي لبناني من أجل الحفاظ على سيادة واستقلال وحرية وطنه الحبيب، ولصون كرامة وعزة اللبنانيين، كما أن عائلة حبيقة هي نبع معطاء لا ينضب في دفق الإيمان والوطنية والشهادة للحق والشهداء من أجل لبنان الرسالة والقداسة والقديسين.
نصلي من أجل أن يسكن الله روح الشهيد النائب والوزير الراحل ايلي حبيقة فسيح جناته إلى جوار البررة والقديسين وأن يلهم عائلته ومحبيه الصبر والسلوان
9/18/2011
We are ALL called to Greater Undertakings in life...
God's presence is not discerned at the time when it is upon us, but afterwards, when we look back upon what is gone and over. The world seems to go on as usual. There is nothing of heaven in the face of society, in the news of the day.
And yet the ever-blessed Spirit of God is there, ten times more glorious, more powerful than when He trod the earth in our flesh.
God beholds you. He calls you by your name. He sees you and understands you as He made you. He knows what is in you, all your peculiar feelings and thoughts, your dispositions and likings, your strengths and your weaknesses. He views you in your day of rejoicing and in your day of sorrow. He sympathizes in your hopes and your temptations. He interests Himself in all your anxieties and remembrances, all the risings and fallings of your spirit.
He encompasses you round and bears you in His arms. He notes your very countenance, whether smiling or in tears. He looks tenderly upon you. He hears your voice, the beating of your heart, and your very breathing. You do not love yourself better than He loves you. You cannot shrink from pain more than He dislikes your bearing it; and if He puts it on you, it is as you would put it on yourself, if you would be wise, for a greater good afterwards.
There is an inward world, which none see but those who belong to it. There is an inward world into which they enter who come to Christ, though to men in general they seem as before. If they drank of Christ's cup it is not with them as in time past. They came for a blessing, and they have found a work.
To their surprise, as time goes on, they find that their lot is changed. They find that in one shape or another adversity happens to them. If they refuse to afflict themselves, God afflicts them.
Why did you taste of His heavenly feast, but that it might work in you—why did you kneel beneath His hand, but that He might leave on you the print of His wounds?
God has created me to do Him some definite service; He has committed some work to me which He has not committed to another. I have my mission -- I may never know it in this life but I shall be told it in the next.
I am a link in a chain, a bond of connection between persons. He has not created me for naught.
I shall do good, I shall do His work. I shall be an angel of peace, a preacher of truth in my own place while not intending it if I do but keep His commandments.
Therefore I will trust Him. Whatever I am, I can never be thrown away. If I am in sickness, my sickness may serve Him; in perplexity, my perplexity may serve Him. If I am in sorrow, my sorrow may serve Him.
He does nothing in vain. He knows what He is about.
He may take away my friends. He may throw me among strangers. He may make me feel desolate, make my spirits sink, hide my future from me -- still He knows what He is about.
Let us feel what we really are--sinners attempting great things. Let us simply obey God's will, whatever may come. He can turn all things to our eternal good. Easter day is preceded by the forty days of Lent, to show us that they only who sow in tears shall reap in joy.
Contemplate then yourself, not as yourself, but as you are in the Eternal God. Fall down in astonishment at the glories which are around you and in you, poured to and fro in such a wonderful way that you are dissolved into the Kingdom of God.
The more we do, the more shall we trust in Christ; and that surely is no morose doctrine, that leads us to soothe our selfish restlessness, and forget our fears, in the vision of the Incarnate Son of God.
May the Lord support us all the day long, till the shades lengthen, and the evening comes, and the busy world is hushed, and the fever of life is over, and our work is done.
Then in His mercy may He give us safe lodging, and a holy rest, and peace at last.”
4/29/2011
Unity of Purpose is all we've got in Lebanon....Are we up to the Task ?
" صباح الخير لكل ماروني في وطنيته، وأرتذوكسي في إيمانه ، وشيعي في محنته وسني في حياته، ودرزي في صموده وأرمني في مثابرته ..."
"صباح الخير أيها اللبنان ..."، الجميع حاقد ومتعصب ،فجميعنا معا نصلب المسيح كل يوم بكره لندافع عن المسيحية ، وكلنا ننقسم على القرآن بإسم نصرة المسلمين ... فلا وحدة تجمعنا ولا إلفة تحضننا حتى بات لبنان اليوم " يكفر" والانبياء نادمون على نبوتهم وكلنا يُنشد " أنا لبناني "...
ونحن ايتام هذا الوطن..كاللقطاء تائهين ..ترى ما هو ذنبنا؟؟
ذنبنا أننا حالمون ، نعشق الحرية ، نثور على الباطل ، ونحن غارقون بين الظلمة والنهار...
ذنبنا أننا نحلم بوطن ..لا ليس كوطن " أفلاطون" ولكن وطن العيش بكرامة ولو بحدها الادنى وطن نسعى من اجله
وطن الحرية حرية الرأي والتعبير حرية الفكر والتفكير... ذنبنا ان حلمنا هو لبنان لبنان الرسالة لا الحصص والمحاصصات...
لبنان الوحدة لا التفرقة ذنبنا اننا نرفض التبعية ووراثة التبعية السياسية ذنبنا اننا لا نستطيع منعكم من توريث زعاماتكم ولا نملك حتى منعكم من جعلنا ارثا لورثتكم ذنبنا اننا نحلم بالعيش احرار فأنا مازلت مقتنعة بأنني ولدت حرة فما اعظم ذنبي ذنبنا أننا نعيش كل يوم من " حلاوة الروح"...
...
Lebanon is best in the region – that is the record.
It has by far the best record in terms of openness and ability to participate in the Middle East in terms of record over the past 60 years. Turkey is ahead to day – but it had years under military dictators – and heavy media censorship – for significant periods over the last 60 years.
Lebanon leaves in the dust the apartheid states of Saudi Arabia, Syria, Bahrain, the ”Jewish state’ in the south or anywhere else you care to mention.
Just consider the ‘Jewish state’ (in the geographic region to which equally valid claims exist for at least 3 significant communities – Orthodox Christian Palestinians, Jews & Sunni Palestinians: That is a state that says that those born in the country but of the “wrong” community are barred – yes barred! – from living in their own country and are confined to refugee camps in neighboring states.
The equivalent scenario would be were Lebanon to have barred large parts of its shiia or Druze or Sunni or Orthodox community to neighbor-state refugee camps – because they were the “wrong” race/religion/community.
That is a repulsive thought.
When Israelis (of Orthodox or Sunni background) try to walk back home, they are shot at by the IDF. Killed for trying to return home! And it isn’t even news – its been going on since the 1940s and getting no better. In Nazareth and Haifa and Jaffa – senior officials openly strategize in terms that may have made sense in 1890s Europe, make no sense in the global society of the 21st century.
If the Orthodox and Sunni subjects of the ‘Jewish state’ happen to live in the Israeli territories of Judea, Samaria, alquds and Gaza, they collectively put behind walls bigger than the Berlin Wall and are searched and humiliated daily if they want to travel five kilometers from Beit Lahem or Beit Jalla to attend church in Jerusalem.
Totally repulsive. Lebanon has by far the best record in the region – but the region’s record is so poor. The challenge in the wake of Tunisia and Egypt, is for Lebanon to stay up with the best in the region...
4/23/2011
المسيح حقّاً قام ... و إلى الأبد قام
I hope that I am not misunderstood on this point....
المسيح حقّاً قام ... و إلى الأبد قام
المسيح الذي رضي أن تكون ولادته في مغارة، وُضِعَ في مزوَد ، فجعل من ثراء الروح الثراء الحقيقي في عالم البشر ومع موته وقيامته اصبح المسيح سيّد هذا الكون. البارحة شُتِمَ وجُدِّفَ عليه وعلِّقَ على خشبة المجرمين ، فارتفع وجعل منها خشبة للخلاص ، صليباً بقي عليه فاتِحاً يدَيه لاستِقبال الخطأة واحتِضان المُرتَدّين إلى البر و فعل الصواب، فأصبحت خشبة العقاب بعده رمزاً أبديّاً للخلاص من عبوديّة الذات و العالم الفاني. دخل عالم الإنسان ، فاجتذبه إليه و أنار طريقه و أحبَّه و تجسَّدت ذروة محبَّتِه على الصليب ، فما كان لها حدود. غفر لنا وارتضى بالألم لأجلنا ، فشفانا من آلامنا ، مات لنحيا و ليحيا هو بيننا .
ما أصغر الكلمات و ما أفقَرَها أمام عظمتك يا رَب و ما أتعس حالنا ، أنت تستقبلنا بالحب وبالفِداء و نحن حتّى اليوم لم نفهم ، لم نفهم أنَّ المحبّة لا تعرف الحسابات و لم نعتَد بعد أنَّ الصبر لا يعرف الضيق . فِعلُك ، تحنو له العقول وتسجد له القلوب مُبتَهِجة. كلمتك تسقط أمامها الألقاب وتعجز الصِفات عن وصف فعلها. نعم ، متَّ على الصليب لأجلنا ، إفتَديتنا بجسدك وبروحك دخلتَ القبور و بحثتَ بين المثاوي ورفعتَ الأبرار إلى ملكوتِكَ فاستولى الخوف على الطغاة والذهول على الإنسانيّة جمعاء. مت.. و قمت ، فغلبتَ الموت بالموت و أعطيتَ بقيامتكَ فرصة لحياة جديدة ، حياة وهبتها لنهب نحن حياة جديدة ، قيامة جديدة و هكذا مع كل فصح تتجدَّد القيامة فهل لاتَّعظنا؟
في بيت الكهنة قرب كنيسة مار جرجس في أهدن، يجلس الأب يوسف يمين في غرفته المتواضعة محاطاً بمجموعة هائلة من الكتب اللاهوتية والعلمية والفلسفية. يعرّف "أبو المردة" عن نفسه قائلاً: "أنا ماروني أكيد، أنا لبناني أكيد، أنا مشرقي أكيد وهذا لم يمنعني يوماً من الانفتاح على كل شىء، الجمال، النبات وعلى ألوهية الأشياء". يمين الموسوعي الذي جمع بين الفلسفة واللاهوت وعلم الذرة تحدث لـ"النهار" عن شغف لامتناهي للمسيح، للبنان..
كيف انتقلت من العالم الرهباني إلى إلتزامك كاهناً علمانياً ؟
في الحقيقة، تعلمت عند الأنطونيين وأكملت المسيرة عند اليسوعيين. لست ضد العلمانية لكنني أتمسك بالعلمانية المؤمنة.
أتمنى لو يهتم رجال الدين بالدرجة الأولى باختصاصهم أي الدين. هذا ينطبق مثلاً على المحامي الذي عليه أن يدافع عن الحق. فالتمسك بالتخصصية في العمل يسهل علينا الأمور كلها.
هل يمكن الجمع بين دراسة الفلسفة واللاهوت والتخصّص في علم الذرة؟
طبعاً، هذا ممكن، لأنه يطبق نظرية تيار دوشاردان التي تؤمن بتكامل العلوم والدين. وبالنسبة إلي، تعرفت مع دوشاردان على المسيحية الكونية. كل هذا دفعني الى الإطلاع على الديانات كلها لأدرك تماماً أن كل ما قبل المسيح جاء تمهيداً له وكل ما بعد المسيح هو تكملة له.
كيف تعرّف علم الذرة وهل التعمّق فيه يزيد الإنسان بعداً أو قرباً من الدين؟
علم الذرة هو الوحدة الاولية التي تتكون منها الأجساد المادية. الذرة موجودة في كل مكان حسي لا بل في الأجسام المادية كلها.
كنت من الأوائل في لبنان الذين درسوا هذا التخصص في عام 1963 . بالنسبة إلي تقربت كثيراً من خلاله الى الله لأنني أعتبر الله مصدر كل شيء أي مصدر الحقائق العلمية، مصدر الحقائق الروحية.
تعرفت عن كثب بالكاتب ميخائيل نعيمة وزرته مراراً في بسكنتا. ماذا تتذكر عن تلك اللقاءات؟
أنا فخوراً جداً لأنني التقيته مراراً. فتح لي ميخائيل نعيمة الباب للتعمق في الحضارات الشرقية. فهو تأثر بإيديولوجياتها وامتاز بتعمقه في ديانات الشرق الأقصى.
لماذا جذبك عالم التصوّف وهل له رابط بالمسيحية؟
أدركت أن التعمق في علم التصوف يكمل كل ما درسته في السابق، بل يتوج دراساتي كلها. وبالنسبة إلي، التصوف الحقيقي هو التعمق في المسيح.
لبنان والمسيح أنت عاشق للكنيسة المارونية وتجمعك علاقة بأرض زغرتا والجوار. كيف تصف هذه العلاقة ومحبتك المطلقة للثالوث المقدس وتعمقك بهذه الخبرة وقدرتك على نقلها إلى الآخرين؟
أنا ماروني أكثر من مار مارون. (يشرح أكثر): لدي وثائق تثبت أن الإلهين الكبيرين عند المصريين القدامى إيزيس و أوزيريس كانا يرددان أن معلمهم الروحي الكبير كان يدعى مارون.
أضف إلى ذلك أن والد مؤسس الرهبانيات المشرقية الأب انطونيوس الكبير يدعى مارون. إذاً سمي شفيع الطائفة المارونية باسم مار مارون تيمناً بأجداده.
أذكرأيضاً، أن الإسم الحقيقي للقرنة السوداء هو تلة مارون. فلفظة السودا تعود الى السريانية ومعناها الشهداء. لكن الناس تناسوا السريانية وعمدوا الى اعتماد لفظة كلمة السوداء.
ويثبت مؤرخ الموارنة البطريرك الدويهي في كتاب صادر له باللغة اللاتينية أن جنة عدن التي عاش فيها أدم وحواء موجودة في إهدن. بدورها، تمكنت الباحثة مي المر تأكيد ما ذكره الدويهي من خلال تعمقها في البحث عن هذه المعلومة وتأكيدها.
أما محبتي المطلقة للثالوث الأقدس فتنطلق من حبي للمسيح. نحن موجودون في الثالوث ونعود إليه.
أنت أبو المردة كما يسمّونك. هل ما زالوا كما وصفتهم في كتاباتك رواد التمرّد والعنفوان وتمتلكهم روحية المقاومة؟
حياتهم كانت دفاعاً عن لبنان. تيار المردة اليوم برئاسة سليمان طوني فرنجية ما زال متمسكاً بخط المردة المدافع عن لبنان بقوة وعنفوان.
عشقك للبنان لامتناه وعشقك لمنطقة أهدن أكثر من أن يوصف بكلمات. كيف تترجم ذلك، لا سيما وأنك تتمسك بإثباتات قاطعة تشير إلى أن المسيح ولد في لبنان ورسله من أبناء بلاد الأرز؟
أدركت من خلال قراءاتي للمؤرخين العرب والمسيحيين منهم أن آدم الذي عرف بأنه والد قابيل وهابيل هو أيضاً أب لولدين آخرين هما شيت ولبنان. لذلك أطلق أجدادنا إسم لبنان على هذا الجبل تيمناً بإسم إبن آدم الرابع.
أما المسيح ورسله فولدوا في لبنان بإستثناء يهوذا الذي ولد في بلدة إشترويوت اليهودية. واللافت أن المسيح ولد في مدينة بيت لحم التي كانت تقع جغرافياً في مدينة صور قديماً وأصبحت بعد اتفاق سايكس بيكو تابعة لفلسطين. إذاً بيت لحم التي أتحدث عنها هي غير بيت لحم الموجودة في جنوب أورشليم والتي يقصدها المسيحيون للحج. ما يقصده اليوم المسيحيون هي مجرد مغارة تحولت مقبرة للعموم.
ما هي ردة فعل الكنيسة عن كتابك "المسيح ولد في لبنان"، وهل تبنته الكنيسة المارونية؟
بعض رجال الدين ما زالوا يعيشون في العصر الحجري القديم لأنهم اعتبروا هذا الكتاب ضد الدين. الكتاب لا علاقة له بتعاليم المسيح. الفاتيكان اعتبر كتابي كتاباً تاريخياً وجغرافياً ولا علاقة للدين به.
لماذا ترفض أن يساوى المسيح بسائر الحكماء والمفكرين في الحضارة الإنسانية؟
أنا لا أحاول أن أقارن المسيح ببقية الديانات التي أحترمها طبعاً. بالنسبة إلي، لا أقارن يسوع المسيح الإنسان الإله مع أي شيء آخر.
لو عاد بنا الزمن إلى الوراء ما هي الأشياء التي تتفادها في حياتك عموماً؟
لا شيء بارز. أنا لم أدخل في السياسة بمفهومها الضيق بل كنت معنياً بالسياسة المصيرية للبنان.
4/19/2011
Le Liban est un rosier sauvage....
Le Liban est un rosier sauvage.....
Si vous vous approchez des fleurs, gardez-vous des épines....
Et si vos mains s'en trouvent lacérées jusqu'au sang, prenez quand même le temps de caresser les fleurs....
Je parle de rosiers, ayant à l'esprit cette pratique, répandue en Bourgogne et dans le Bordelais, qui consiste à laisser pousser des rosiers, justement, en tête des rangées de vigne. On a constaté, en effet, que cette fleur souffrait avant toute autre des maladies qui s'attaquent aux plantes, et qu'elle pouvait donc servir de sentinelle pour alerter les vignerons et leur donner le temps de réagir.
Mais les hommes ne comprennent pas toujours le Message. Certains, par paresse, par ignorance, par aveuglement, lorsqu'ils voient apparaître des taches sur les feuilles, se disent que le rosier est, de toute manière, une plante fragile, délicate, frivole, et que leur vigne ne risque rien.
Il y a trente ans, le Liban est entré dans l'une des phases les plus éprouvantes de son histoire. Une société qui voyait dans la diversité sa raison d'être, et dans la liberté d'expression le fondement de la Paix civile, venait de sombrer dans la crispation identitaire, les massacres, la peur de l'autre et la destruction de soi. Pendant quelque temps, le pays est apparu comme une exception, affligeante pour ses fils comme pour ses fidèles amis, mais ne suscitant, chez bien des gens, que des jugements détachés et condescendants. Que voulez-vous ?, le rosier est une plante si fragile !
Puis les affrontements ethniques et communautaires se sont multipliés à travers le monde. Non seulement au Proche-Orient, en Afrique, ou dans le sud de l'Asie, Mais également dans l'ancienne Yougoslavie, aux Premiers contreforts de l'Europe. Et au-delà. ce qui semblait naguère le triste apanage de quelques banlieues de Beyrouth a aujourd'hui pour théâtre la planète entière, de Manhattan à la Tchétchénie, en passant par Londres, Madrid, et jusqu'à Bali. Crispation, massacres, peur de l'autre et destruction de soi. Il est vrai qu'avec la chute du Mur de Berlin, Nous sommes passés d'un monde où les clivages étaient surtout idéologiques à un monde où les clivages sont identitaires. Je n'ai aucune nostalgie pour l'époque de la Guerre froide, qui a causé, au XXe siècle, les drames que l'on sait. Mais elle avait pour caractéristique d'éveiller, en permanence, le débat.
Le rosier est une plante délicate, me dit-on. Le Liban est une mosaïque de communautés. Qu'on ne s'y trompe pas, il ne s'agit plus seulement du Liban, la Terre entière est une mosaïque de communautés. ethnies opprimées, religions chatouilleuses, nations inassouvies, elles sont chaque jour un peu plus apeurées, et tentées par le recours à la violence ; pour se protéger, pour s'affirmer, ou pour se venger.
Si l'humanité d'aujourd'hui se révélait incapable de faire vivre ensemble, dans l'harmonie et dans la dignité, sur le minuscule territoire du Liban, des communautés qui, depuis des siècles, pratiquent la coexistence ou, à tout le moins, le côtoiement, Comment diable pourrait-elle gérer l'incommensurable diversité planétaire ? A cette interrogation angoissée, ce début de siècle nous apporte un début de réponse, qui n'a rien de rassurant. ni pour les pays où cohabitent depuis longtemps des populations mêlées, ni pour ceux qui viennent tout juste de découvrir les contraintes de la diversité. Il suffit de promener son regard sur cette planète déboussolée pour constater que la violence ne recule pas, et que le fossé entre les plus grosses communautés humaines ne fait que s'élargir. Pas un événement majeur qui ne soit vécu, des deux cotés de la faille, et notamment sur les deux rives de la Méditerranée, avec des sentiments opposés.
Amis du Liban, ne perdez pas des yeux le rosier sauvage qui a poussé précisément au bord de cette faille ! Si vous voyez s'épanouir, puis triompher, le vaste élan de liberté et de coexistence dont Elie Hobeika, Fares, Dimitri, Walid et leurs compagnons ont été les courageux porte-drapeaux, c'est que la vigne des hommes donnera demain des grappes saines. Mais si vous voyez les fleurs trembler, chanceler, puis s'abattre, si vous voyez la pourriture se former à la naissance des feuilles, c'est que la vigne entière est menacée, et que le vin de l'avenir sera aigre....car l'abominable White House murder INC est toujours logee a la meme enceinte criminelle avec Asef Shawkat et ses sous-mains militaires libanaises....qui operent au milieu de la nuit et en sous main pour les criminels de la CIA-MOSSAD...des assassins notoires par excellence....
Je n'oublierai Jamais, le 24 Janvier 2002..., ni les commanditaires de ce terrible assassinat a Hazmieh!
Israeli Embassies....See also: Foreign Embassies in Israel | |
Diplomatic Representation in U.S.
Ambassador: Sallai MERIDOR
Embassy:3514 International Drive NW, Washington DC, 20008
Telephone: 202-364-5500
FAX: 202-364-3607
Consulates General are in:
Los Angeles
6380 Wilshire Bl., Suite 1700,
Los Angeles, CA 90048.
PH: (213) 852-5500
San Francisco
456 Montgomery St., Suite 2100,
San Francisco, CA 94104.
PH: ( 415)-844-7500
Fax: ( 415)-844-7555
Miami
100 N. Biscayne Bl., Suite 1800,
Miami, FL 33132.
PH: (305) 358-8111
Atlanta
1100 Spring St., NW, Suite 440,
Atlanta, GA 30309
PH: (404) 875-7851
Chicago
111 E. Wacker Dr., 13th Floor,
Chicago, IL 60601.
PH: (312) 565-3300
Boston
Statler Office Bldg., 20 Park Pz., Suite 1020,
Boston, MA 02116.
PH: (617) 542-0041
New York
800 2nd Av., 13,14,15 Floor,
New York, NY 10017.
PH: (212) 499-5400
Philadelphia
230 S. 15th St., 8th Floor,
Philadelphia, PA 19102.
PH: (215) 546-5556
Houston
Weslayan Tower, 24 Greenway Pz., Suite 1500,
Houston, TX 77046.
PH:(713) 627-3780
Fax (713) 627-0149
Consulate General
800 2nd Ave
New York, NY 10017
**************************
Embassy of Israel in Luanda, Angola:
Rua Rainha Ngina 34 Edificio Siccalluanda,
Tel.: 244 -2-331501, 244-2-395295, 244-2-397331,
Fax: 244-2-396366,
e-mail: info@luanda.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Buenos Aires, Argentina:
Av. de mayo 701, piso 10, Buenos Aires,
Tel: 54 -11-43382500,
Fax: 54 -11-43382555,
E-mail: info@buenosaires.mfa.gov.il
Honorary Consulate of Israel in Mendoza, Argentina – WEB-site
Embassy of Israel in Canberra, Australia:
6 Turrana St. Yarralumla, Act. 2600 Canberra,
Tel.: 61-2-62731309/0, 61-2-62733541,
Fax: 61-2-62734273,
E-mail: info@canberra.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Vienna, Austria:
20 Anton Frank Gasse, 1180 Vienna,
Tel.: 43-1-47646500, 43-1-47646510,
Fax: 43-1-47646555,
E-mail: info@vienna.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Baku, Azerbaijan:
Hyatt Tower 3, 7th floor, Izmir Street, 1033 Baku,
Tel.: 994 -12-907881/2,
Fax: 994 -12-907892,
E-mail: info@baku.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Brussels, Belgium:
Av. De l’Observatoire 40, 1180 Brussels (EU),
Tel.: 32 -2-3735500,
Fax: 32 -2-3735677,
E-mail: info@brussels.mfa.gov.il
Embassy of Israel in La Paz, Bolivia:
Av. Maruscal Sta Cruz 2150 Piso 10 Edificio Esperanza, La Paz,
Tel.: 591 -22-391126,
Fax: 591 -22-391712,
E-mail: info@lapaz.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Brazilia, Brasil:
S.E.S. Av. Das Nacoes Lote 38, Q 809 Brazilia CEP 704 24 900,
Tel.: 55 -61-2447675,
Fax: 55 -61-2446129,
E-mail: info@brasilia.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Sofia, Bulgaria:
1 Bulgaria SQ, NDK Administration Building, 7th Floor Sofia,
Tel.: 359 -2-9515044,
Fax: 359 -2-9521101,
E-mail: info@sofia.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Yaounde, Cameroon:
P.O. Box 5934 Yaounde,
Tel.: 237 –2201644, 237 –2211291, 237 –2219397,
Fax: 237 -2210823,
E-mail: info@yaounde.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Ottawa, Canada:
50 O’Connor Street Suite 1005 Ontario K1P6L2 Ottawa,
Tel.: 1 -613-5676450,
Fax: 1 -613-2378865,
E-mail: info@ottawa.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Santiago, Chile:
San Sebastian 1812 Santiago de Chile,
Tel.: 56 -2-7500500,
Fax: 56 -2-7500555
E-mail: info@santiago.mfa.gov.il
Israel Economic and Cultural Office in Taipei, China (Republic) – WEB-site
Embassy of Israel in Bogota, Colombia:
Edificio Caxdac Cale 35, No 7-25, Piso 14, Bogota,
Tel.: 57-1-2884637/4732, 57-1-2884701/4778,
57-1-2884707, 57-1-2884738/4776,
Fax: 57-1-2877783,
E-mail: info@bogota.mfa.gov.il
Embassy of israel in San Jose, Costa Rica:
Edificio Centro Colon, Paseo Colon, Calle 38, San Jose,
Tel.: 506 –2218447, 506 –2216011/6444,
Fax: 506 –2570867,
E-mail: info@sanjose.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Abidjan, Cote d`Ivoire:
01 B.P. 1877, Abidjan 01 Abidjan,
Tel.: 225 –20212955, 225 –20214953, 225 –20227191/2/3,
Fax: 225 –20218704,
E-mail: info@abidjan.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Nicosia, Cyprus:
4 Gripari Street, P.O.B. 25159 Nicosia,
Tel.: 357-22-369500,
Fax: 357 22-663486
E-mail: info@nicosia.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Prague, Czech Republic:
Badeniho 2, 17000 Prague 7,
Tel.: 420 -2- 3309 7500/1,
Fax: 420 -2-33097529
E-mail: info@prague.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Copenhagen, Denmark:
Lundeb Angsvej 4, 2900 Hellerup, Copenhagen,
Tel.: 45 –88185500,
Fax: 45 – 88185555
E-mail: info@copenhagen.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Santo Domingo, Dominican Republic:
Pedro Henriquez Urena 80, Santo Domingo,
Tel.: 1 -809-4720774/5/6,
Fax: 1 -809-4721785,
E-mail: info@santodomingo.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Quito, Ecuador:
12 de Octubre y Gral. Francisco Salazar Esq. Edif. Plaza 2000,
Piso 9 Quito,
Tel.: 593 -2-2237474,
Fax: 593 -2-2238055,
E-mail: info@quito.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Cairo, Egypt:
6 Sharia Ibn-El Maleck, Cairo,
Tel.: 20 -2-3610528, 20 -2-7610458, 20 -2-7610528/45,
Fax: 20 -2-7610414,
E-mail: info@cairo.mfa.gov.il
Embassy of Israel in San Salvador, El Salvador:
Centro Financiero Gigante, Torre B, Piso 63,
Avenida Sur y Alameda Roosevelt, San Salvador,
Tel.: 503 –2113434,
Fax: 503 –2113443,
E-mail: info@sansalvador.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Asmara, Eritrea:
32 Ogaden Street, P.O. Box 5600 Asmara,
Tel.: 291 -1-188521, 291 -1-188599, 291 -1-188626,
Fax: 291 -1-188550,
E-mail: info@asmara.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Addis Ababa, Ethiopia:
P.O. Box 1266, Higher 16 Kebele 22 House No. 283, Addis Ababa,
Tel.: 251 -1-460999, 251 -1-461953,
Fax: 251 -1-461961,
E-mail: info@addisababa.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Helsinki, Finland:
00170 Helsinki 71 Vironkatu 5 A, Helsinki,
Tel.: 358 -9-6812020,
Fax: 358 -9-1356959,
E-mail: info@helsinki.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Paris, France – WEB-site
Israel Tourism Office in Paris, France – WEB-site
Embassy of Israel in Tibilisi, Georgia:
61 D Agmashenebeli A. Ve. Tibilisi, 0102 Tibilisi,
Tel.: 995 -32-942705, 995 -32-951709, 995 -32-964457,
Fax: 995 -32-237133,
E-mail: info@tbilisi.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Berlin, Germany – WEB-site
Israel Tourism Office in Frankfurt, Germany – WEB-site
Israel Trade Center in Munich, Germany – WEB-site
Embassy of Israel in London, Great Britain and Northern Ireland – WEB-site
Israel Information Office in Glasgow, Great Britain and Northern Ireland – WEB-site
Embassy of Israel in Athens, Greece:
Marathonodromou Street 1 Paleo Psychico 15452 Athens,
Tel.: 30 -210-6719530, 30 -210-6719531, 30 -210-6722183,
Fax: 30 -210-6749510,
E-mail: info@athens.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Guatemala City, Guatemala:
13 Avenida 14-07 Zona 10, Guatemala City,
Tel.: 502 –3635665, 502 –3334624,
Fax: 502 –3336950,
E-mail: info@guatemala.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Holy See (Vatican):
Via Michele Mercati 12, 00197 Rome, Vatican,
Tel.: 39 -06-36198690/1/2,
Fax: 39 -06-36198626,
E-mail: info@vatholysee.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Budapest, Hungary:
Fullank Utca 8, 1026 Budapest,
Tel.: 36 -1-2000781, 36 -1-2000782,
Fax: 36 -1-2000783,
E-mail: info@budapest.mfa.gov.il
Embassy of Israel in New Dehli, India:
3 Aurngzeb Road, New Dehli,
Tel.: 91-11-23013238,
Fax: 91-11-23014298
E-mail: info@newdelhi.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Dublin, Ireland:
Carrisbrook House122, Pembroke Rodeballs Bridge Dublin,
Tel.: 353 -1-2309400,
Fax: 353 -1-2309446,
E-mail: info@dublin.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Rome, Italy – WEB-site
Indirizzo: Via Michele Mercati,14, 00197 Roma
tel: 06 36198500
Fax: 06 36198555
Orario di apertura Uffici Consolari: 09.00 12.00
Embassy of Israel in Tokyo, Japan:
3 Niban-Cho Chiyoda-Ku, Tokyo,
Tel.: 81 -3-32640911,
Fax: 81 -3-32640832,
E-mail: info@tokyo.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Amman, Jordan:
47 Maysaloun Street Rabiya,
P.O. Box 950866 Amman 11195, Jordan,
Tel.: 962 -6-5524680-8, 962 -6-5525170-5, 962 -6-5524689,
Fax: 962 -6-5525177,
E-mail: info@amman.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Almaty, Kazakhstan:
Dgeltoxan Street 87 Almaty
Tel.: 7-3272-506284, 7-3272-507215/6/7,
Fax: 7-3272-506283,
E-mail: info@almata.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Nairobi, Kenya:
Bishop Rode Nairobi, P.O. Box 30354 Nairobi,
Tel.: 254 -20-2710381, 254 -20-2711684,
254 -20-2716837, 254 -20-2722182/3, Fax: 254 -20-2715966,
E-mail: info@nairobi.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Riga, Latvia:
2 Elizabetes Street LV 1340 Riga,
Tel.: 371 –7320737/9, 371 –7323371,
Fax: 371 –7830170,
E-mail: info@rig.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Nouakchott, Mauritania:
Tevragh-Zeina Ilot-A-516 Nouakchott
Tel.: 222 –5254610, 222 –5258235,
Fax: 222 –5254612,
E-mail: info@nouakchott.mfa.gov.il
Embassy of Israel in MExico City, Mexico:
Sierra Madre No. 215, Lomas de Chapultepec 11000,
Mexico DF,
Tel.: 52-55-52011500,
Fax: 52-55-52011555,
E-mail: info@mexico.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Yangon, Myanmar:
15 `Khabaung St. Hlaing Township, Yangon
Tel.: 95 -1-515115,
Fax: 95 -1-515116,
E-mail: info@yangon.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Kathmandu, Nepal:
Bishramalaya House, Lazimpat Street, Kathmandu
Tel.: 977 -1-4411811, 977 -1-4419103,
Fax: 977 -1-4413920,
E-mail: info@kathmandu.mfa.gov.il
Embassy of Israel in The Hague, Netherlands – WEB-site
Embassy of Israel in Abuja, Nigeria:
Zone 4A, Asokoro, Abuja
Tel.: 234 -9-3143170,
Fax: 234 -9-3143177,
E-mail: info@abuja.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Oslo, Norway:
Parkveien 35, 0258 Oslo,
Tel.: 47 –21019500,
Fax: 47 –2101 9530,
E-mail: info@oslo.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Lima, Peru:
Natalio Sanchez No. 125, Piso 6, Santa Beatriz Lima
Tel.: 51 -1-43 34431,
Fax: 51 -1-4338925,
E-mail: info@lima.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Manila, Philippines:
23rd Floor, Trafalgar Plaza H.V.
De la Costa Street Salcedo Villamakati Metro Manila
Tel.: 63 -2-8925330/32, 63 -2-8940441/43,
Fax: 63 -2-8941027,
E-mail: info@manila.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Warsaw, Poland:
Ul. Krzywickiego 24, Warszawa 02-078 Warsaw
Tel.: 48 -22- 8250923, 48 -22-8252897
Fax: 48 -22-8251607,
E-mail: info@warsaw.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Lisbon, Portugal:
Rua Antonio Enes No. 16 Lisbon,
Tel.: 351 -21-3553640,
Fax: 351 -21-3553658
E-mail: info@lisbon.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Doha, Qatar:
56/11 IBN Al-Buhaturi St. P.O.B 22183 Doha,
Tel.: 974 –4689074, 974 –4689077,
Fax: 974 –4685258,
E-mail: info@doha.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Bucharest, Romania:
B-Dul Dimitrei Cantemir 1 Tronson 2+3 B2
Piata, Unirii, Bucharest,
Tel.: 40 -21-3304149/99
Fax: 40 -21-3300750,
E-mail: info@bucharest.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Moscow, Russian Federation:
Bolshaya Ordynka 56 P.O.Box 113095 Moscow
Tel.: 7-095-2306700
Fax: 7-095-2306768
E-mail: info@moscow.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Dakar, Senegal:
3 Place de L’Independance B.P., 2096 Dakar,
Tel.: 221 –8237965, 221 –8238355,
Fax: 221 –8236490,
E-mail: info@dakar.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Belgrade, Serbia & Montenegro
Bulevar Mira 47, Dedinje Beograd, Belgrade,
Tel.: 381 -11-3672400, 381 -11-3672401, 381 -11-3672402,
Fax: 381 -11-3670304,
E-mail: info@belgrade.mfa.gov.il
Economic and Trade Department of the Embassy of Israel, Singapore – WEB-site
Embassy of Israel in Pretoria, South Africa:
339 Hilda St. Hatfield, Pretoria,
Tel.: 27 -12-3485288, 27 -12-3485512, 27 -12-3480256,
Fax: 27 -12-3484216,
E-mail: info@pretoria.mfa.gov.il
Israel Tourism Office in Seoul, South Korea – WEB-site
Embassy of Israel in Madrid, Spain – WEB-site
Embassy of Israel in Stockholm, Sweden:
Torstenssonsgatan 4, 11456
P.O. Box 14006, 10440 Stockholm,
Tel.: 46 -8-6630435,
Fax: 46 -8-6625301,
E-mail: info@stockholm.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Bern, Switzerland:
Alpenstrasse 32, 3006 Bern,
Tel.: 41 -31-3563500, 41 -31-3563501,
Fax: 41 -31-3563556,
E-mail: info@bern.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Taipei, Taiwan:
Suite 2408 24F, Intl. Trade Building No. 333,
Keelung Road, Sec. 1, Taipei,
Tel.: 886 -2-27579692,
Fax: 886 -2-27577247,
E-mail: info@taipei.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Bangkok, Thailand:
Ocean Tower II, 25th Floor, Sukumvit Soi 19 Bangkok 10110,
Tel.: 66 -2-2049200,
Fax: 66 -2-2049255,
E-mail: info@bangkok.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Ankara, Turkey:
SOK Mahatma Gandi 85 Ankara,
Tel.: 90 -312-4463605,
Fax: 90 -312-4468071,
E-mail: info@ankara.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Kiev, Ukraine:
G.P.E. – S Lesi Ukrainki 34252195 Kiev,
Tel.: 380-44-2948108, 380-44-2961731,
Fax: 380-44-2949748,
E-mail: info@kiev.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Washington, United States of America – WEB-site
Permanent Mission of Israel to the United Nations in New York – WEB-site
Embassy of Israel in Montevideo, Uruguay:
Boulevard Artigas 1585 Montevideo,
Tel.: 598 -2-4004164/5/6,
Fax: 598 -2-4095821,
E-mail: info@montevideo.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Tashkent, Uzbekistan:
3 A. Kahhar Street, Tashkent,
Tel.: 998 -71-1205808/9, 998 -71-1205810/1,
Fax: 998 -71-1205812,
E-mail: info@tashkent.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Caraca, Venezuela:
Avenida Francisco de Miranda Centro Empresarial de Miranda,
Ap. 4, Of. D, Los Ruices, 70081 Caracas,
Tel.: 58 -212-2394510/11,
Fax: 58 -212-2394320,
E-mail: info@caracas.mfa.gov.il
Embassy of Israel in Hanoi, Vietnam:
68 Nguyen Thai Hoc Hanoi
Tel.: 84 -4-8433140-3,
Fax: 84 -4-8435760,
E-mail: info@hanoi.mfa.gov.il
http://newhk.blogspot.com/
Blog Archive
http://lebaneseresistance.blogspot.com/
- Python
- Disclaimer: the posting of stories, commentaries, reports, documents and links (embedded or otherwise) on this site does not in any way, shape or form, implied or otherwise, necessarily express or suggest endorsement or support of any of such posted material or parts therein.